قمة السبع- خلافات تجارية وتوترات جيوسياسية تهيمن على المناقشات

في أجواء يسودها التوتر والقلق، انطلقت اليوم (الإثنين) فعاليات قمة مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) في أحضان جبال روكي الكندية الشامخة. تخيم على القمة تحديات جمة، أبرزها التوترات التجارية المتفاقمة، والتي اشتعل فتيلها جراء التعريفات الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هذا بالإضافة إلى أزمات جيوسياسية عالمية متصاعدة، وفي مقدمتها الصراع الإسرائيلي-الإيراني الذي يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي.
تنعقد القمة في خضم تطورات داخلية مروعة تشهدها الولايات المتحدة، حيث ألقت السلطات القبض على المشتبه به في جريمة قتل بشعة طالت نائبة في مجلس النواب بولاية مينيسوتا وزوجها. وفي غضون ذلك، يترقب المستثمرون العالميون باهتمام بالغ اجتماعات مصيرية تعقدها البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان، والتي ستحدد مسار السياسات النقدية العالمية.
تجمع القمة قادة الدول الصناعية الكبرى، وهم قادة الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، في مسعى جاد للتصدي لمجموعة من القضايا الملحة والمعقدة، والتي تشمل الحروب الدائرة في أوكرانيا وغزة، والتصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، فضلاً عن تحديات تغير المناخ، وأزمة الهجرة العالمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، ومواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواجهة هيمنة الصين المتزايدة على سلاسل التوريد العالمية الحيوية.
إلا أن التوترات التجارية الحادة، التي أشعلتها تعريفات ترمب الجمركية والتي طالت عشرات الدول حول العالم، مهددة بالتسبب في تباطؤ حاد للاقتصاد العالمي، تهيمن بشكل كبير على أجندة المناقشات والمداولات الجارية في القمة.
وعلى خلاف الأعوام السابقة، لن يصدر عن القمة بيان ختامي مشترك وموحد هذا العام، في إشارة واضحة إلى الرؤية التي تتبناها إدارة ترمب، والتي تفضل عدم التوصل إلى توافق في الآراء مع الدول الديمقراطية الأخرى، إذا كان ذلك يتعارض مع تحقيق أهدافها الخاصة، مثل زيادة إنتاج الوقود الأحفوري وتقليل الاعتماد الأوروبي على الدعم العسكري الأمريكي المقدم من واشنطن.
وفي هذا السياق، صرحت كايتلين ويلش، المديرة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قائلة: "تؤمن إدارة ترمب إيماناً راسخاً بأن عدم التوصل إلى اتفاق يعتبر أفضل بكثير من القبول باتفاق سيئ ومليء بالعيوب."
وتستحضر الأوساط السياسية ذكريات زيارة ترمب السابقة لقمة مجموعة السبع في كندا، والتي شهدت التقاط صورة تاريخية شهيرة له وهو يجلس في وضعية تحدٍ صريح بذراعين متقاطعتين، بينما تنظر إليه المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل بنظرة غضب واستياء واضحة.